وأمّا أنَّ الموتَى يَقومونَ، فقد دَلَّ علَيهِ موسَى أيضًا في أمرِ العُلَّيقَةِ كما يقولُ: الرَّبُّ إلهُ إبراهيمَ وإلهُ إسحاقَ وإلهُ يعقوبَ. وليس هو إلهَ أمواتٍ بل إلهُ أحياءٍ، لأنَّ الجميعَ عِندَهُ أحياءٌ».وحَضَرَ قَوْمٌ مِنَ الصَّدّوقيّينَ، الّذينَ يُقاوِمونَ أمرَ القيامَةِ، وسألوهُ قائليِنَ: «يا مُعَلِّمُ، كتَبَ لنا موسَى: إنْ ماتَ لأحَدٍ أخٌ ولهُ امرأةٌ، وماتَ بغَيرِ ولَدٍ، يأخُذُ أخوهُ المَرأةَ ويُقيمُ نَسلًا لأخيهِ. فكانَ سبعَةُ إخوَةٍ. وأخَذَ الأوَّلُ امرأةً وماتَ بغَيرِ ولَدٍ، فأخَذَ الثّاني المَرأةَ وماتَ بغَيرِ ولَدٍ، ثُمَّ أخَذَها الثّالِثُ، وهكذا السَّبعَةُ. ولَمْ يترُكوا ولَدًا وماتوا. وآخِرَ الكُلِّ ماتَتِ المَرأةُ أيضًا. ففي القيامَةِ، لمَنْ مِنهُمْ تكونُ زَوْجَةً؟ لأنَّها كانتْ زَوْجَةً للسَّبعَةِ!». فأجابَ وقالَ لهُمْ يَسوعُ: «أبناءُ هذا الدَّهرِ يُزَوِّجونَ ويُزَوَّجونَ، ولكن الّذينَ حُسِبوا أهلًا للحُصول علَى ذلكَ الدَّهرِ والقيامَةِ مِنَ الأمواتِ، لا يُزَوِّجونَ ولا يُزَوَّجونَ، إذ لا يستطيعونَ أنْ يَموتوا أيضًا، لأنَّهُمْ مِثلُ المَلائكَةِ، وهُم أبناءُ اللهِ، إذ هُم أبناءُ القيامَةِ. وأمّا أنَّ الموتَى يَقومونَ، فقد دَلَّ علَيهِ موسَى أيضًا في أمرِ العُلَّيقَةِ كما يقولُ: الرَّبُّ إلهُ إبراهيمَ وإلهُ إسحاقَ وإلهُ يعقوبَ. وليس هو إلهَ أمواتٍ بل إلهُ أحياءٍ، لأنَّ الجميعَ عِندَهُ أحياءٌ». فأجابَ قَوْمٌ مِنَ الكتبةِ وقالوا: «يا مُعَلِّمُ، حَسَنًا قُلتَ!». ولَمْ يتَجاسَروا أيضًا أنْ يَسألوهُ عن شَيءٍ.” لوقا ٢٠: ٢٧-٤٠

اولا: من كان الرب يسوع يحدّث هنا؟

الجواب هو الصدوقيين. ومن ضمن ضلالاتهم بأنهم لايؤمنون بالقيامة أو بالملائكة أو بالروح (اعمال ٢٣: ٦-٨). وقد رفضوا المسيح لأنه كان يعمل بقوّة الروح الذي يرفضون الاعتراف به ولا بتعليم قيامة الاموات الذي علّم به يسوع وحسب كتابات المؤرّخين كانوا يعلّمون بأن الانسان يستطيع بجهوده الخاصة أن يرتفع إلى مقام أسمى. كانوا يحاولون أن ينقضوا عمل المسيح وتعاليمه. ولكن يسوع لم يصفهم بالرياء مثل الفريسسيين ولكن بالايمان الخاطىء. هنا يسألونه عن القيامة وهم لايؤمنون بها لينقضوا تعليمه على أساس أنهم وجدوا حجة ضد قيامة الأموات لم يجد لها الفريسيون حلا. كان الصدوقيون يعتبرون أنفسم اولاد ابراهيم أيضا! وكثير من الكهنة كانوا من طائفة الصدوقيين.

ثانيا: جواب الرب يسوع هو عن موضوع قيامة الاموات!

لم يقل الرب بأن ابراهيم واسحق ويعقوب أحياء في تلك اللحظة ولا الصدوقيون كانوا يؤمنون بأنهم أحياء. بالعكس! المسيح قال:”وأمّا أنَّ الموتَى يَقومونَ“. فإن لم يكن لإبراهيم واسحق ويعقوب قيامة في اليوم الاخير فما الرجاء إذا؟ جواب الرب يسوع بأن الله إله أحياء لايعني بأنهم أحياء في تلك اللحظة وهو يذكرهم كموتى وإلا فلا قيامة لهم ويكون الصدوقيين على حق بأنه ليس هناك قيامة من الاموات.

ثالثا: نقرأ نفس الآية في الاناجيل الأخرى

وأمّا أنَّ الموتَى يَقومونَ، فقد دَلَّ علَيهِ موسَى أيضًا في أمرِ العُلَّيقَةِ كما يقولُ: الرَّبُّ إلهُ إبراهيمَ وإلهُ إسحاقَ وإلهُ يعقوبَ. وليس هو إلهَ أمواتٍ بل إلهُ أحياءٍ، لأنَّ الجميعَ عِندَهُ أحياءٌ».” لوقا ٢٠: ٣٨

وأمّا مِنْ جِهَةِ قيامَةِ الأمواتِ، أفَما قَرأتُمْ ما قيلَ لكُمْ مِنْ قِبَلِ اللهِ القائلِ: أنا إلهُ إبراهيمَ وإلهُ إسحاقَ وإلهُ يعقوبَ؟ ليس اللهُ إلهَ أمواتٍ بل إلهُ أحياءٍ». فلَمّا سمِعَ الجُموعُ بُهِتوا مِنْ تعليمِهِ.” متى ٢٢: ٣١-٣٣

وأمّا مِنْ جِهَةِ الأمواتِ إنهُم يَقومونَ: أفَما قَرأتُمْ في كِتابِ موسَى، في أمرِ العُلَّيقَةِ، كيفَ كلَّمَهُ اللهُ قائلًا: أنا إلهُ إبراهيمَ وإلهُ إسحاقَ وإلهُ يعقوبَ؟ ليس هو إلهَ أمواتٍ بل إلهُ أحياءٍ. فأنتُمْ إذًا تضِلّونَ كثيرًا!».” مرقس ١٢: ٢٦-٢٧

إذا هو يذكرهم في قيامة الأموات بمعنى أنهم أموات وسيقومون حسب الوعد بالقيامة بالمسيح يسوع.

رابعا: لأنَّ الجميعَ عِندَهُ أحياءٌ

كيف يسميهم الرب يسوع موتى ويقول بأن الجميع احياء عنده؟ وهو نفسه الذي قال عن الموت بأنه نوم وبأن القيامة هي في اليوم الأخير (يوحنا ٦ و ١١).

الرسول بولس يقول عن الذين جاهدوا معه في العمل: “وباقي العامِلينَ مَعي، الّذينَ أسماؤُهُمْ في سِفرِ الحياةِ.” فيلبي ٤: ٣

والرسول يوحنا يكتب في سفر الرؤيا عن دينونة الأموات: “ورأيتُ الأمواتَ صِغارًا وكِبارًا واقِفينَ أمامَ اللهِ، وانفَتَحَتْ أسفارٌ، وانفَتَحَ سِفرٌ آخَرُ هو سِفرُ الحياةِ، ودينَ الأمواتُ مِمّا هو مَكتوبٌ في الأسفارِ بحَسَبِ أعمالِهِمْ.” رؤيا ٢٠: ١٢

“مَنْ يَغلِبُ فذلكَ سيَلبَسُ ثيابًا بيضًا، ولَنْ أمحوَ اسمَهُ مِنْ سِفرِ الحياةِ، وسأعتَرِفُ باسمِهِ أمامَ أبي وأمامَ مَلائكَتِهِ.” رؤيا ٣: ٥

“وكُلُّ مَنْ لَمْ يوجَدْ مَكتوبًا في سِفرِ الحياةِ طُرِحَ في بُحَيرَةِ النّارِ.” رؤيا ٢٠: ١٥

إذا يخبرنا الكتاب المقدس بأن الرب يسجل في اسفاره كل شيء إلى وقت الدينونة ومن يغلب اسمه موجود في سفر الحياة وهو الذي ينال الحياة الأبدية.