ولكن إنْ كانتِ الحياةُ في الجَسَدِ هي لي ثَمَرُ عَمَلي، فماذا أختارُ؟ لَستُ أدري! فإنّي مَحصورٌ مِنْ الِاثنَينِ: ليَ اشتِهاءٌ أنْ أنطَلِقَ وأكونَ مع المَسيحِ، ذاكَ أفضَلُ جِدًّا. ولكن أنْ أبقَى في الجَسَدِ ألزَمُ مِنْ أجلِكُمْ. فإذْ أنا واثِقٌ بهذا أعلَمُ أنّي أمكُثُ وأبقَى مع جميعِكُمْ لأجلِ تقَدُّمِكُمْ وفَرَحِكُمْ في الإيمانِ، لكَيْ يَزدادَ افتِخارُكُمْ في المَسيحِ يَسوعَ فيَّ، بواسِطَةِ حُضوري أيضًا عِندَكُمْ.” فيلبي ١: ٢٢ – ٢٦

لقد كتب الرسول بولس عن (( إشتهائه )) لكي يكون مع المسيح. سؤآل مهم: هل هناك في الكتاب المقدس ما يثثبت أن (( إشتهاء الرسول بولس تحقق ))؟
الجواب لا أبداً بل على العكس هناك إثبات أن هذا الإشتهاء لم يتحقق. الرسول بولس نفسه كتب ما يلي أيضاً في رسالته الثانية الى تيموثاوس ٤: ٦-٨ «فإنّي أنا الآنَ أُسكَبُ سكيبًا، ووقتُ انحِلالي قد حَضَرَ. قد جاهَدتُ الجِهادَ الحَسَنَ، أكمَلتُ السَّعيَ، حَفِظتُ الإيمانَ، وأخيرًا قد وُضِعَ لي إكليلُ البِرِّ، الّذي يَهَبُهُ لي في ذلكَ اليومِ، الرَّبُّ الدَّيّانُ العادِلُ، وليس لي فقط، بل لجميعِ الّذينَ يُحِبّونَ ظُهورَهُ أيضًا».
أولا: الرسول بولس يوضح أن ما قدّمه في رسالته الى اهل فيلبي كان ((إشتهاءاً فقط لا غير)) إشتهاء لم يحدث له فعلاً ، إشتهاء لم يتحقق له ولم يتمتع به ، لأنه لم يكن اكثر من مجرد ((إشتهاء)). الرسول بولس أنه يقول “ووقت إنحلالي قد حضر”. هنا هذه هي الحقيقة ((إنحلال في التراب)) وليس إنطلاق الى السماء فور موته.
ثانيا:  يتحدث الرسول بولس عن مجازاته “في ذلك اليوم”. وذلك اليوم في الكتاب المقدس هو يوم المجيء الثاني والقيامة العامة قيامة الحياة للمؤمنين عبر العصور. هنا لا يقول الرسول بولس انه لحظة موته سيطير إلى السماء لا بل ((في ذلك اليوم)) عند المجيء الثاني.
ثالثا: يكرر ويشدد على نفس الفكرة فيقول “اكليل البر الذي يهبه الرب لي في ذلك اليوم”… “وليس لي فقط بل لجميع الذي يحبون ظهوره ايضاً“. يعني أيضاً ظهور الرب يسوع المسيح عند المجيء الثاني وهو شمل كل المؤمنين الذين ينتظرون لحة ظهوره لنيل الاكليل.