هل مات المسيح في يوم اربعاء أم يوم جمعة؟

تابع الموضع في هذه الحلقة من اكتشافات مذهلة مع القس والتر فايث في سلسلة اجوبة من الكتاب المقدس. بالحقيقة هناك مجموعات كنسية كاملة تؤمن بالصلب في يوم الاربعاء ولكن الجمعة كما اؤمن، هو اليوم الذي صُلب فيه يسوع.

ولكن لماذا كان في يوم جمعة ولم يكن في يوم اربعاء؟

اذا عُدنا الى سفر التكوين فسنقرأ في تكوين الاصحاح الثاني والعدد الأول. “فأُكمِلَتِ السماواتُ والأرضُ وكُلُّ جُندِها وفَرَغَ اللهُ في اليومِ السّابِعِ مِنْ عَمَلِهِ الّذي عَمِلَ. فاستَراحَ في اليومِ السّابِعِ مِنْ جميعِ عَمَلِهِ الّذي عَمِلَ وبارَكَ اللهُ اليومَ السّابِعَ وقَدَّسَهُ. لأنَّهُ فيهِ استَراحَ مِنْ جميعِ عَمَلِهِ الّذي عَمِلَ اللهُ خالِقًا”.

اذا كان هناك ستة أيام خلق ويوم راحة.  وكان هذا اسبوع الخلق.

وان ذهبت الى سفر الخروج ٠٢: ٨ إلى وصية السبت: “اُذكُرْ يومَ السَّبتِ لتُقَدِّسَهُ سِتَّةَ أيّامٍ تعمَلُ وتَصنَعُ جميعَ عَمَلِكَ وأمّا اليومُ السّابِعُ ففيهِ سبتٌ للرَّبِّ إلهِكَ. لا تصنَعْ عَمَلًا مّا أنتَ وابنُكَ وابنَتُكَ وعَبدُكَ وأمَتُكَ وبَهيمَتُكَ ونَزيلُكَ الّذي داخِلَ أبوابِكَ”. لماذا؟ “لأنْ في سِتَّةِ أيّامٍ صَنَعَ الرَّبُّ السماءَ والأرضَ والبحرَ وكُلَّ ما فيها واستَراحَ في اليومِ السّابِعِ. لذلكَ بارَكَ الرَّبُّ يومَ السَّبتِ وقَدَّسَهُ”.

اذا كان هناك ستة أيام خلق وراحة سبت. وهذا متضمّن في وصية السبت. وان ذهبنا الى سفر التثنية ٥: ١٢  “اِحفَظْ يومَ السَّبتِ لتُقَدِّسَهُ” وبعدها يتبع نفس النص كما في النص السابق. وبعدها يذكر لماذا علينا ان نحفظ السبت. “واذكُرْ أنَّكَ كُنتَ عَبدًا في أرضِ مِصرَ فأخرَجَكَ الرَّبُّ إلهُكَ مِنْ هناكَ بيَدٍ شَديدَةٍ وذِراعٍ مَمدودَةٍ. لأجلِ ذلكَ أوصاكَ الرَّبُّ إلهُكَ أنْ تحفَظَ يومَ السَّبتِ”.

فهنا نجد نفس الوصية ولكن بسبب آخر لحفظها. السبب الاول هو للتذكير بالخليقة ولكن هذا السبب هو لتذكّر بأنه حررنا من العبودية وهذا هو الجانب الخلاصي من يوم السبت. إذاً اسبوع الخلق كان ستة ايام ويوم راحة. ولكن ماذا عن الاسبوع الخلاصي؟

إن ذهبنا الى الى سفر مرقس فسنجد القصة المثيرة للاهتمام من الاصحاح الحادي عشر ومايتبعه عن ما حدث في الاسبوع الاخير من حياة يسوع. ويخبرنا عن دخوله لاورشليم وكل ما علّمه في الهيكل وعن المجابهات ومحاكمات يسوع. ويخبرنا متى حدثت هذه الاحداث. ونقرأ في الاصحاح الحادي عشر: “ولَمّا قَرُبوا مِنْ أورُشَليمَ إلَى بَيتِ فاجي وبَيتِ عنيا، عِندَ جَبَلِ الزَّيتونِ، أرسَلَ اثنَينِ مِنْ تلاميذِهِ”.

فهل تتذكر بأنه أرسلهم لجلب الجحش لأنه كان سيدخل اورشليم راكبا على الجحش؟ وكان سيٌعظم كالملك الآتي بأسم الرب. بمعنى آخر: إن هذا هو إعلانه الرسمي بأن هذا هو المسيح الداخل. وقد انتهره الكتبة والفريسيين وانتهروا ايضاً تلاميذه وأمروهم بالسكوت. وقال المسيح إن لم يتكلموا فإن الحجارة ستتكلم. وهنا لايقول النص في أي يوم حدث هذا. فعلينا أن نستدل على اليوم فيما نكمل القراءة. ولكننا نستطيع القول بأن هذا كان اليوم الاول. اليوم الاول. وبعد هذا نقرأ في العدد الثاني عشر: “وفي الغَدِ”.  ولايقول أي يوم هذا ولكن يقول بأن هذا كان اليوم التالي.

فعندنا اليوم الاول ودخوله الى اورشليم واليوم التالي اليوم الثاني مهما كان اسم ذلك اليوم. وبعد هذا يخبرنا بقصة ماحدث في ذلك اليوم وما فعل يسوع في ذلك اليوم.

والآن نذهب الى العدد العشرين. وهنا يقول: “وفي الصّباحِ”. فإذا هذا هو اليوم الثالث. ولايخبرنا باسم اليوم. ويخبرنا بكل ما عمله يسوع وعلّم به ويخبرنا بعِظاته وما علّم به الشعب وبكل ما حدث في ذلك اليوم. وبعدها يأتي الى الاصحاح الرابع عشر. ويقول لنا الآن: “وكانَ الفِصحُ وأيّامُ الفَطيرِ بَعدَ يومَينِ”. فإننا اذا في اليوم التالي ، يومين من عيد الفصح وعيد الفطير. ويخبرنا بما حدث وفي العدد ١٢: “وفي اليومِ الأوَّلِ مِنَ الفَطيرِ”. وهذا اليوم التالي. فهذا الآن اليوم الخامس ولكننا لانعرف أي يوم هذا إن كان يوم اثنين أو ثلاثاء ، لانعرف. ولكنه يقول اليوم التالي.

وبعدها نستمر ونجد ما علّم به يسوع في ذلك اليوم وما حدث. والآن نأتي الى اليوم السادس: “ولِلوقتِ في الصّباحِ تشاوَرَ رؤَساءُ الكهنةِ والشُّيوخُ والكتبةُ والمَجمَعُ كُلُّهُ”. فالآن لدينا اليوم السادس. ولايقول هنا أيضا أي يوم هذا ولكنه يخبرنا بالأحداث الواقعة. وهذه قصة رائعة لأن في كل ما سبق يقول بأنه دخل في اليوم التالي ، فعل هذا ، وفي اليوم التالي فعل ذلك واليوم التالي … واخيرا يصل إلى اليوم السادس. والآن سيقسّمه الى فترات زمنية. ففي الصباح الباكر نجد المحاكمة. ونجد محاكمات يسوع وشرحها. وفي النهاية نجد الصلب في العدد الرابع والعشرين: “ولَمّا صَلَبوهُ اقتَسَموا ثيابَهُ مُقتَرِعينَ علَيها ماذا يأخُذُ كُلُّ واحِدٍ ، وكانتِ السّاعَةُ الثّالِثَةُ فصَلَبوهُ”.

وإن كانت الساعة الثالثة فهذه هي الساعة التاسعة صباحا. ففي اليوم السادس نجد ذكر الوقت وقد صلبوه في الساعة التاسعة صباحا. والعدد الثالث والثلاثون يقول: “ولَمّا كانتِ السّاعَةُ السّادِسَةُ، كانتْ ظُلمَةٌ”. فحدثت ظلمة على الارض. اذاً الساعة السادسة ستكون الساعة الثانية عشر ظهرا! وكانت هذه الظلمة الى الساعة التاسعة. وهذا يجعلها الساعة الثالثة ظهرا. “وفي السّاعَةِ التّاسِعَةِ صَرَخَ يَسوعُ بصوتٍ عظيمٍ قائلًا: «إلوي، إلوي، لَما شَبَقتَني. الّذي تفسيرُهُ: إلهي، إلهي، لماذا ترَكتَني”. وهناك سرد ملخص بأنهم أتوه بشيء ليشرب “فرَكَضَ واحِدٌ ومَلأَ إسفِنجَةً خَلًّا وجَعَلها علَى قَصَبَةٍ وسَقاهُ. قائلًا: «اترُكوا. لنَرَ هل يأتي إيليّا ليُنزِلهُ!». فصَرَخَ يَسوعُ بصوتٍ عظيمٍ وأسلَمَ الرّوحَ. وانشَقَّ حِجابُ الهَيكلِ إلَى اثنَينِ مِنْ فوقُ إلَى أسفَلُ”. فنعلم بأنه مات قرابة الساعة الثالثة ظهرا.

حسنا فعندنا الاسبوع الاخير. ودخول اورشليم في اليوم الاول وما حدث في اليوم التالي الثالث والرابع والخامس. وفي اليوم السادس نجد ساعات وهنا نجد تفسيرا لتقسيم الوقت في ذلك اليوم. ونستمر إلى العدد الثاني والاربعون: ” ولَمّا كانَ المساءُ، إذ كانَ الِاستِعدادُ، أيْ ما قَبلَ السَّبتِ”. ولكننا لانعلم ان كان هذا سبت عيد ام سبتا آخر. “ولَمّا كانَ المساءُ، إذ كانَ الِاستِعدادُ، أيْ ما قَبلَ السَّبتِ. جاءَ يوسُفُ الّذي مِنَ الرّامَةِ، مُشيرٌ شَريفٌ، وكانَ هو أيضًا مُنتَظِرًا ملكوتَ الإله، فتجاسَرَ ودَخَلَ إلَى بيلاطُسَ وطَلَبَ جَسَدَ يَسوعَ”.

اذا هذا ما حدث في الساعات الاخيرة من اليوم السادس. والكتاب المُقدس يقول بعد هذا بأنه دُفن. وهذا لابد أن يكون السبت. ويقول في الاصحاح ١٦: “وبَعدَما مَضَى السَّبتُ، اشتَرَتْ مَريَمُ المَجدَليَّةُ ومَريَمُ أُمُّ يعقوبَ وسالومَةُ، حَنوطًا ليأتينَ ويَدهُنَّهُ. وباكِرًا جِدًّا. في أوَّلِ الأُسبوعِ، أتَينَ إلَى القَبرِ إذ طَلَعَتِ الشَّمسُ”.

والآن نستطيع الحساب بشكل عكسي. باكرا في الصباح في اليوم الاول من الاسبوع. فهذا يوم الاحد! وبعض الترجمات تقول في الحقيقة يوم الاحد ، وهذا صحيح. فبالحساب العكسي: كان السبت. وثم اليوم السادس. وماحدث في اليوم السادس مقسّم. وبالتراجع الى اليوم الاول ودخول اورشليم. وهذا هو الاسبوع الاخير من حياة المسيح يسوع ، مدوّن بشكل مفصل في سفر مرقس.

ففي أي يوم مات؟ لابد أن يكون يوم الجمعة!

واليهود يستخدمون نظام الحساب الشامل. فأي جزء من اليوم كان يُعتبر يوما. فإن مات قبل غروب الشمس في يوم الجمعة ، كان ذلك يُعتبر اليوم الاول. وكان في القبر في يوم السبت. فاستراح في القبر. وهذا اليوم السابع. وفي اليوم الاول قام من الاموات.

اذا هذا الاسبوع وهو يُقابل اسبوع الخلق! ستة ايام خلق ويوم راحة. وستة ايام اعادة خلق ويوم راحة! ويعلن عن نفسه بمجيئه راكبا على حمار ومتمماً للنبوة. هذا هو المسيح! وهو ذاهب كذبيحة.

فإذا الجمعة بحسب سفر مرقس هو اليوم الذي صُلب فيه الرب يسوع!