لوثر واليهود

“ولكن، كانَ أيضًا في الشَّعبِ أنبياءُ كذَبَةٌ، كما سيكونُ فيكُم أيضًا مُعَلِّمونَ كذَبَةٌ، الّذينَ يَدُسّونَ بدَعَ هَلاكٍ. وإذ هُم يُنكِرونَ الرَّبَّ الّذي اشتَراهُمْ، يَجلِبونَ علَى أنفُسِهِمْ هَلاكًا سريعًا. وسَيَتبَعُ كثيرونَ تهلُكاتِهِمْ. الّذينَ بسَبَبِهِمْ يُجَدَّفُ علَى طريقِ الحَقِّ. وهُم في الطَّمَعِ يتَّجِرونَ بكُمْ بأقوالٍ مُصَنَّعَةٍ، الّذينَ دَينونَتُهُمْ منذُ القَديمِ لا تتَوانَى، وهَلاكُهُمْ لا يَنعَسُ…لأنَّهُ إذا كانوا، بَعدَما هَرَبوا مِنْ نَجاساتِ العالَمِ، بمَعرِفَةِ الرَّبِّ والمُخَلِّصِ يَسوعَ المَسيحِ، يَرتَبِكونَ أيضًا فيها، فيَنغَلِبونَ، فقد صارَتْ لهُمُ الأواخِرُ أشَرَّ مِنَ الأوائلِ. لأنَّهُ كانَ خَيرًا لهُمْ لو لَمْ يَعرِفوا طريقَ البِرِّ، مِنْ أنهُم بَعدَما عَرَفوا، يَرتَدّونَ عن الوَصيَّةِ المُقَدَّسَةِ المُسَلَّمَةِ لهُمْ. قد أصابَهُمْ ما في المَثَلِ الصّادِقِ: «كلبٌ قد عادَ إلَى قَيئهِ»، و«خِنزيرَةٌ مُغتَسِلَةٌ إلَى مَراغَةِ الحَمأةِ».” بطرس الثانية ٢

لماذا يتكلم الرسول بطرس بهذه القساوة على المعلمين الكذبة الذين ارتدوا عن الايمان؟ أليس هذا الكلام ضد دبلوماسية ولباقة الكلام في هذا العصر؟ يصفهم بخنزيرة مغتسلة تعود إلى مراغة الطين وكلب يعود إلى قيئه! ويقول أيضا بأنهم كان خير لهم لو لم يعرفوا طريق البر من أن يعرفوه ويرتدوا عنه! كلمات عذبة ولبقة أليس كذلك؟ أم نتهم الرسول بأنه ليس لديه محبة؟

الرسول بولس يقول هذا ايضا في المرتد عن الايمان والنور الذي أعطي له في عبرانيين ٦:

“لأنَّ الّذينَ استُنيروا مَرَّةً، وذاقوا المَوْهِبَةَ السماويَّةَ، وصاروا شُرَكاءَ الرّوحِ القُدُسِ، وذاقوا كلِمَةَ اللهِ الصّالِحَةَ وقوّاتِ الدَّهرِ الآتي، وسَقَطوا، لا يُمكِنُ تجديدُهُمْ أيضًا للتَّوْبَةِ، إذ هُم يَصلِبونَ لأنفُسِهِمْ ابنَ اللهِ ثانيَةً ويُشَهِّرونَهُ. لأنَّ أرضًا قد شَرِبَتِ المَطَرَ الآتيَ علَيها مِرارًا كثيرَةً، وأنتَجَتْ عُشبًا صالِحًا للّذينَ فُلِحَتْ مِنْ أجلِهِمْ، تنالُ بَرَكَةً مِنَ اللهِ. ولكن إنْ أخرَجَتْ شَوْكًا وحَسَكًا، فهي مَرفوضَةٌ وقريبَةٌ مِنَ اللَّعنَةِ، الّتي نِهايَتُها للحَريقِ.”

وإن كنت ترى بأن الرسل كانوا قاسين وغير لبقين بعض الشيء في التعبير فهنا الرب يسوع يتحدث عن مَن يُعثر أخاه في الحق ويقول: “ومَنْ أعثَرَ أحَدَ هؤُلاءِ الصِّغارِ المؤمِنينَ بي فخَيرٌ لهُ أنْ يُعَلَّقَ في عُنُقِهِ حَجَرُ الرَّحَى ويُغرَقَ في لُجَّةِ البحرِ” متى ١٨: ٦

هل الرب أيضا قاسي الكلام وكان عليه أن يستخدم لغة ألطف من هذه في مقاييس اليوم؟ هل نتهم الرب الذي مات لأجلنا بأن كلامه يفتقد المحبة بمفهوم العصر والموضة؟

في هذه الأيام نجد معلّمين كذبة بعدما أعطاهم الرب أن يخرجوا من الظلام وأعطاهم كل هذه التحذيرات من الارتداد والعودة إلى التمرغ في طين الطقوس الوثنية والزنا والقيء الروحي، يضربون بهذا كله عرض الحائط ويعودون إلى الحمأة. ولا يكتفون فقط في التمرغ بطين الطقوس الوثنية وحدهم وإنما يضلّون أيضا من على منابر التلفزيون والانترنت شعبا سيطلب الرب دمهم من أيديهم لأنهم يرفضون حركات الاصلاح التي أقامها الرب.

الانترنت اليوم تحوي الكثير من القمامة وتحوي أيضا الكثير من الحق. وعلى الانسان الذي أعطاه الرب عقل أن يبحث ويميّز ويقارن كل هذا بكلمة الرب. الهجوم على سيرة وحياة المُصلح مارتن لوثر ليس بالجديد لأنه وكثيرين غيره من المصلحين قاموا بعمل اصلاح طبقا للزمن النبوي في الكتاب المقدس متممين بذلك نبوات الرب عن تاريخ شعبه. مما يثير غيظ أولاد الظلمة لأنه يكشف أعمالهم الشريرة.

أن الاصلاح له مراحل عديدة كما نرى في سيرة كل المصلحين الذين أقامهم الرب قبل وبعد لوثر. ومع أن لوثر إنسان مثل كل البشر الذين استخدمهم الرب غير معصوم عن الخطأ لم يكمل اصلاح كل الضلالات الوثنية التي دخلت الكنيسة في حياته إلا أن ابليس وأتباعه يكنّون له كراهية عمياء نتيجتها هلاكهم هم.

أولا: على الدارس أن يعلم بأن مارتن لوثر لم يكن أول مصلح أقامه الرب ولا آخر مصلح. البشر الذين استخدمهم الرب لم يكونوا معصومين من الخطأ. بعدما مسح الرب الملك داود وقع في خطية القتل والزنا ورجع وتاب عنها وبعدما أخرج الرب ابراهيم من أرض الاوثان كذب وشك في وعد الرب وأخذ امرأة أخرى وإلى اليوم نتائج هذا واضحة في الشرق الأوسط! لباقة الكلام هي مقياس وموضة تختلف من زمن إلى آخر.

ثانيا: إن لم تنحرف الكنيسة عن الحق لما أقام الرب أنبياء ورسل ومعلّمين لتقويم الشعب. فأن يُقيم الرب أناسا كهؤلاء ما هو إلا بسبب الانحراف في الكنيسة إلى الوثنية وآلهة أخرى وهذا ليس بالجديد!

من الاعتراضات على لوثر التي يعلك بها من يرفضون الاصلاح، هي موضوع لوثر مع اليهود. والاتهامات هي التحريض على قتل اليهود. وطبعا في عالم اليوم يُعتبر هذا كلام تحريض وكلام كراهية وضد السامية وووو…

أسئلة يسألها أي انسان يبحث عن الحقيقة:

١- في أي زمن قيل ما قيل؟ وهل فعلا قال لوثر هذا ولماذا؟

٢- أين أجد ما كتبه بالكامل بدون قص ولصق قطع منه لتعطي المعنى المرغوب؟

١- كتب لوثر عن اليهود وبخاصة عن الايمان اليهودي وعن تعاليم التلمود الذي يلعن مسيح الكتاب المقدس في الفترة ١٥١٤ – ١٥٤٦. في هذه الفترة لم يكن هناك شيء اسمه “ضد السامية”. اليهود لم يكونوا يُعتبرون جنسا منفصلا وإنما عقيدة منفصلة. تعبير “ضد السامية” جاء في القرن التاسع عشر لاعتبار اليهود جنسا منفصلا وهو تعبير خاطئ تقنيا لأن العرب ساميين أيضا (راجع نسل أولاد نوح في تكوين).

لوثر تكلم وكتب عدة أشياء عن اليهود ليس فقط ضد ايمانهم الذي كان يعتبره ايمان شيطاني وتجديف ولكن أيضا كتابات أخرى لا يتم اقتباسها عادة تتكلم عن معاملة اليهود بطيبة.

اللغة التي كان يستخدمها لوثر في كتاباته هي لغة قاسية بمنظور اليوم ولا غرابة في لغته في الزمن الذي عاش فيه. لم يكتب بهذه اللغة فقط عن هذا الموضوع ولم يكن رجلا يلف ويدور بكلام تملق وكلام ودبلوماسي وهذا جزء من شخصيته.

مارتن لوثر واليهود أسئلة وإجابات

٢- نجد ما كتبه لوثر بالإنكليزية على هذا الموقع مثلا بدون قص ولص وتصغير وتكبير لكلامه:

http://vho.org/aaargh/fran/livres9/Luthereng.pdf

للأسف لايسعنا الوقت لترجمة كل الكتاب. ولكن أحث كل شخص يجيد الانكليزية أن يقرأه بنفسه.

في بداية كلامه يكتب عن هدف نشر هذا الكتاب بعنوان “عن اليهود وأكاذيبهم” في ١٥٤٣:

“كنت قد قررت بأن لا أكتب شيئا بعد عن اليهود أو ضدهم. ولكن بعدما علمت بأن هؤلاء البؤساء والملعونين لا يكلّون عن خديعتنا/استدراجنا لهم، نحن المسيحيين. قد نشرت هذا الكتاب لكي أوجد من ضمن الذين يناقضون أعمال اليهود السامّة هذه ويحذّرون المسيحيين من أن يحترزوا منهم.

لم أكن لأصدق بأن مسيحيا سينخدع باليهود بأخذه اغترابهم وبؤسهم على نفسه. ولكن ابليس هو إله هذا العالم، واينما كانت كلمة الرب غائبة يكون عمله سهلا، ليس فقط مع الضعيف وإنما مع القوي أيضا. ليعييننا الرب. آمين

نعمة وسلام في الرب. سيدي العزيز وصديقي، لقد تلقيت مقالة فيها يتحاور يهودي مع مسيحي. وهو يتجرأ أن يحرّف النصوص الكتابية التي نقتبسها كشهادة ايماننا، بخصوص ربنا المسيح وأمه مريم، ليفسّرها بشكل مختلف تماما. وفي حجّته يظن أنه يفنّد أساس ايماننا.

هذا جوابي لك وله. ليس قصدي أن اتشاجر مع اليهود ولا أن اتعلّم منهم كيف يفسرّون الكلمة. أعلم كل ذلك جيدا مسبقا. ولا اقترح بالمرة تجديد اليهود، لأنه مستحيل. أولئك الرجلين الممتازين، ليرا وبرغنيسس، مع آخرين وصفوا بالحقيقة تفسير اليهود لنا قبل مئتين ومئة عام بالتتابع. وقد دحضوه كلية. ولكن هذا لم يكن ليساعد اليهود بالمرة. وقد تمادوا بشكل أسوأ.

لقد فشلوا بتعلّم أي درس من الضيقة الفظيعة التي حلت بهم لأكثر من ٤٠٠ سنة من النفي. ولا يستطيعون الحصول على أي نهاية لهذا، كما يعتقدون، بواسطة صراخ شديد ومراثي لله. إن لم تكن هذه الضربات قد ساعدتهم، فإنه من المنطق أن نفرض بأن كلامنا وشرحنا سيكون أقل مفعولا.”

نجد هنا إذا سبب كتابته هذه وهو محاولة اليهود الدائمة لاستدراج المسيحيين إلى ضلالاتهم. مرة أخرى اشدد بأن لغة لوثر في كل كتاباته ليست لغة عذبة دبلوماسية بمقاييس وموضة هذا العصر ولا يعني هذا أن الرجل لم يخطئ بأي شيء فهو ليس معصوما عن الخطأ كأي بشر استخدمه الرب وأناره!

على صفحة ٤ يتحدث لوثر عن عقدة اليهود بتكبرهم واعتبار أنفسهم أنبل النبلاء على الأرض. مختارين منهم الخلاص ونسل إبراهيم الفعلي. ويعتبرون الأمم (غويم) ليسوا بشرا وأقل من الدود. وصلاتهم وهم يشكرون لله على أنه خلقهم بشرا وليس حيوانات ولأنهم إسرائيليين وليس أمميين ولأنه خلقهم ذكورا وليس إناث. والتاريخ يثبت بأنهم تعلموا هذا من الاغريق لأن أفلاطون كان يصلي هكذا كل يوم لآلهته. ثم يتناول لوثر تفنيد هذه الصلاة الوثنية لليهود في الصفحات التي تليها.

ثم ينتقل للتكلم عن الختان اليهودي وكيف أنه ليس علامة شعب الرب فيما بعد ولا على المتجددين أن يختتنوا.

من صفحة ٢٥ ينتقل إلى الموضوع الرئيسي وهو طلب اليهود أن يرسل الله المسيا المنتظر الذي لم يأت بعد. وهو يقارن عمى اليهود بعمى وضلال البابوية والمسلمين. ويفنّد ضلالات اليهود في معنى الآية ” لا يَزولُ قَضيبٌ مِنْ يَهوذا ومُشتَرِعٌ مِنْ بَينِ رِجلَيهِ حتَّى يأتيَ شيلونُ ولهُ يكونُ خُضوعُ شُعوبٍ” تكوين ٤٩: ١٠

من صفحة ٤٠ ينتقل للحديث عن الفترة ما بين النبي ارميا وميلاد المسيح.

من صفحة ٤٧ يتحدث عن كراهية اليهود للأمم التي يتربون عليها منذ حداثتهم.

“إن كنت اريد إغاظة اليهودي بشدة، أقول له: اسمع يا يهودي، هل تدرك بأنني أخ لكل أولاد إسرائيل القديسين وشريك ميراث في مملكة المسيا الحقيقية؟” … “ولكني سأعرض عن فعل هذا وأطلب منك ألا تفعل ذلك لأجل المسيح. لأن قلب اليهودي وفمه سيفيض بوابل اللعنات والتجديف باسم يسوع المسيح والآب. علينا أن نتصرف بلياقة ولا نعطيهم سببا لهذا إن أمكن. كما أنني لن استفز مجنونا أعلم بأنه سيلعن ويجدف على الله. بالعكس، اليهودي يرى ويسمع ما فيه الكفاية فينا مما يجعلهم يلعنون اسم يسوع في قلوبهم، لأنهم فعلا ممسوكين.”.  — صفحة ٤٧

إنه يحذر من الدوافع الخفية التي يفعل بها اليهود أعمال خير ويشير إلى كتابات أخرى للتأكيد على هذه الفكرة. ويقتبس المقولة التي يرددها اليهود:

“كن صبورا وانظر كيف أن الله معنا، ولا يتركنا حتى في المنفى. إننا لا نعمل ومع ذلك نستمتع بالخيرات والرفاهية. الأمم الملعونين عليهم أن يعملوا لصالحنا ونحن نحصل على أموالهم. وهذا يجعلنا أسيادهم وهم خدمنا. كونوا صبورين يا أولاد إسرائيل، ستأتي أيام أفضل. مسيا الذي ننتظره سيأتي إن استمرينا هكذا وحصلنا على مشتهى كل الأمم بربا وطرق أخرى”. —– صفحة ٤٨

وعلى صفحة ٥٠ يشرح معنى “مشتهى كل الأمم” على أن اليهود يفسرونه بالفضة والذهب التي تدخل خزائن الهيكل ويفنّد هذه الضلالات.

ثم ينتقل في الصفحات التالية إلى ضلالات التلمود في تفسير الوصايا.

من الصفحة ٥٤ يتحدث عن نبوات دانيال الإصلاح التاسع وضلالات اليهود بهذا الشأن. وكيف أقاموا لهم مسيحا كاذبا اسمه كوخبا (نجم) حوالي ٣٠ سنة بعد تدمير اورشليم بقيادة رابي تلمودي اسمه أكيبا ليقضي على المسيحيين والرومان.

من صفحة ٦٢ يتحدث عن تحريفهم لبداية نبوة السبعين أسبوع في دانيال مثلما يفعلون في تمزيق نصوص الكتاب المقدس الأخرى ويرد على ضلالات الحاخامات ويتحدث ايضا عن تمزيق وقطع فترة السبعين أسبوع من النبوة. ويقدك عشرة ضلالات يهودية بشأن هذه النبوة ويفنّدها.

على صفحة ٦٨ يقول:

“إن كان على دحض كل بنود الايمان اليهودي، فإنه على أن اكتب ضدهم فترة مطابقة لفترة استثمارهم في الكذب – بمعنى أكثر من الفي عام.

لقد قلت سابقا بأنهم قد دنّسوا ختانهم بشرائع بشرية ودمروا ميراثهم بتكبرهم. بنفس الطريقة قد دنسوا سبتهم وكل أعيادهم. باختصار، كل حياتهم كل أعمالهم، إن يأكلون، يشربون، ينامون، يستيقظون، يمشون، يقفون، يلبسون، يقلعون، يصومون، يتنفسون، يستحمون، يصلون أو يسبحون، إنها مدنسة بدرجة كبيرة بشرائع الحاخامات البغيضة وعدم ايمان، حتى أن موسى لا يمكن التعرف عليه في وسطهم.

هذا يطابق حال البابوية في يومنا هذا، في أن المسيح وكلمته بالكاد يمكن التعرف عليهم بسبب آفات الشرائع البشرية.”

على صفحة ٦٨ – ٧٣ يتحدث عن اكاذيبهم ضد شخص المسيح ونعته بالساحر وأداة ابليس. كيف أنهم عندما يلفظون اسم المسيح يلفظونه جزئيا (جيسو) والذي عدد حروفه يطابق كلمة لعن ويبصقون على الأرض ثلاث مرات. وعندما يتحدثون فيما بينهم يقولون بعد لفظ اسم يسوع عبارة تعني “ليمحي الله اسمه” أو “لتأخذه كل الشياطين”. ويتحدث عن اتهامهم لمريم بأنها كانت امرأة زانية ولم تلده في الموعد الطبيعي.

من صفحة ٧٤ يتحدث عن الاتهامات التي يتهم بها الناس اليهود في أزمنة مختلفة من تسميم آبار وخطف أطفل ويقول بأنه لا يعرف مدى صحة هذا ولكنه متأكد من حقدهم على الأمم وعلى المسيح يسوع والمسيحيين.

من صفحة ٧٥ يتحدث على اتهام اليهود للمسيحيين بأنهم يحتفظون بهم كأسرى ويفند ذلك بوقائع طرد اليهود من بلدان مختلفة في اوربا. ويتحدث عن كيف أنهم يعيشون بلا عمل من أعمال الربا لمن يعملون بجهد من المسيحيين. ويتهمهم بسرقة أموال الآخرين ويتمنى أن يكونوا في اورشليم مع اليهود الآخرين وليس في بلده. ويتحدث عن قتلهم للمسيحيين لمدة ٣٠٠ عام بعد خراب اورشليم. يقول بعد ذلك على صفحة ٧٦:

“نحن على خطأ من عدم قتلهم. بل اننا نتركهم يعيشون بيننا بحرية بالرغم من كونهم قتلة. يلعنون ويجدفون ويكذبون ويسيئون السمعة. نحن نحميهم ونحمي هياكلهم وبيوتهم وحياتهم وممتلكاتهم. في هذا نجعلهم كسالى ونعطيهم ثقة وتشجيع في سلب اموالنا وممتلكاتنا بجرأة. وأيضا بتعييرنا والاستهزاء بنا، بمنظور أنهم في النهاية سينتصرون علينا، يقتلوننا بسبب خطيتنا العظيمة ويسلبون كل أموالنا (كما يصلون ويتمنون كل يوم). أخبرني إن لم يكن لهم أسباب كافية ليكونوا أعداءنا نحن الأمم الملعونين، ليلعنوننا ويصارعونا إلى هلاكنا الكامل الأبدي!

من هذا كله نرى نحن المسيحيين، لأن اليهود لا يستطيعون رؤية أي غضب عظيم من الله قد جلبوا ويجلبون على أنفسهم بلا توقف. أي نار ملتهبة ولامعة هناك. وما يصل إليه من يلعنون ويمقتون المسيح والمسيحيين. أيها المسيحيين الأعزاء، لنأخذ عبرة من هذا المثال الرهيب، كما يقول الرسول بولس في رومية ٢، وخف الله خشية أن نقع نحن أيضا تحت غضبه أو أسوأ! بل بالحري كما قلنا سابقا، لنكرم كلمته الإلهية ولا نهمل وقت النعمة، مثل محمد والبابا الذين قد أهملوها مسبقا، وصاروا في حالة ليست أفضل من اليهود”.

عندما نقرأ كل الكتاب نجد أن القسم الأكبر منه يتحدث عن ضلالات اليهود وتحريفهم للكتاب المقدس وجزء صغير يتحدث عن أثر هذا الضلال الروحي على معاملتهم للبشر الآخرين في المجتمع. كلمات قاسية وغير دبلوماسية. هل أخطأ لوثر عندما كتب بأنهم على “خطأ من عدم قتلهم”؟ ربما أخذه الحماس والغيرة بعد كتابة ٧٥ صفحة من السموم والضلالات التي ينشرها هؤلاء الناس عن المسيح يسوع ومحاولة التعتيم على كلمة الرب. لم يأمر الرب يسوع في قتل أي من المضللين ولو أنه قال: “ومَنْ أعثَرَ أحَدَ هؤُلاءِ الصِّغارِ المؤمِنينَ بي فخَيرٌ لهُ أنْ يُعَلَّقَ في عُنُقِهِ حَجَرُ الرَّحَى ويُغرَقَ في لُجَّةِ البحرِ” متى ١٨: ٦ . ولماذا لا يتكلم الناس عن بشاعة الألفاظ والتجديف المكتوب في التلمود عن الرب يسوع والمسيحيين؟

ولكن في سياق كل ما كتبه نجد اليوم من يعتبون أنفسهم اعلاميين ويقدمون الحقيقة يحرّفونها لأغراض في أنفسهم ويضلون أنفسهم والآخرين. يقول الرب: “لا تشهد على قريبك شهادة زور”. فإن لم يكن هؤلاء المعلمين الكذبة متأكدين من تحريض لوثر للنازيين فالسكوت أفضل. هل كان هتلر بروتستانتي مؤمن؟ إبحث واحكم بنفسك!